Monday, July 21, 2014

لماذا الوجهه الى الى الماضي في أي رحلة زمنيه ممكنة


" ذات مره سئلت  عبر أثير بي بي سي العربية من لندن  عن ماذا كنت سأطلب من آلة الزمن أن وجدت  فأجبت أن ليتها كان الة تعود بنا الى الماضي  لعلنا  نبدد معها بعض ما اكتنف مواقف عديدة  من غموض وما صاحب منعطفات كبيرة من ابهام  ونفيت أي رغبة مني لاعرف أحداث المستقبل لاني اعتبرت اني بذلك سأقتل ما تبقى لدي من شغف المعرفه ومتعة ، وهنا سئلني المذيع عن أسباب هذا التعفف في المضي  في رحلة نحو المستقبل فأجبته أنه ليس تعففاً بقدر  ماهو تجنب لحالة  نزاع وصراع بين فضولي الفطري لمعرفة  ما سيكون  وبين  قناعتي بان معرفة ما سيكون سيحد من قدرتي على الحركة  وستجعلني عبارة عن كائن ينتظر ولا يملك من امره شيئا "

لم يكن هذا الحوار المرة  الاولى التي اشعر بها نوعاً ما برغبة عميقه في العودة  نحو الماضي  لا المستقبل الذي بقيت اراه حيزاً من الغيبيات  الذي يتقلص شيئاً فشيئاً كلما طالت بنا هذه الرحلة  العمرية  انتهاء  بلحظة  الوضوح المطلق التي تغادر بها الارواح  الخالده هذه الاجساد البالية ،  لكن لماذ يريد عدد لا بئس  منا العودة للماضي وهل هناك  في الماضي ما هو اهم  من المستقبل  الذي اذا ما عرفنا لربما استطعنا تجنب الحفر التي تملئ الطريق .
الاجابة  في ذلك تكمت في فهم  ماهية الحاضر  المتحرك  الذي ينقل معنا عابراً الازمنة  والحاضر  هو امتداد  للماضي  وكذلك  المستقبل  فهو  يعتمد كلياً على قرارات اتخذناها في الماضي ونتخذها الآن  فما مضى  ما زال مستمر التأثير  وحياة الانسان مليئه  بالمسائل العالقة  في جوانب كثيرة لا يمكن ان تمضي قدماً الا بتسويتها فعندما  يقال ان لشخص ما ماضي محزن  فكيف له ان يعرف طعم  الفرح وكيف لفاقد الشيء ان يعطيه .. هنا تكمن المسألة  وهنا السبب الاكبر في دفعنا  لعودة  نحو  فترات زمنية  سابقة بذهنيتا الحالية  لنعالج اسباب ما يؤلمنا اليوم  ويشعرنا ببعض الحسرة والاسى  .
أشياء  قد  لا نملك ان نسامح انفسنا عليها أبداُ مهما تقادمت  السنيين  وتبقى  كلما حلت ذكراها على غفلة من تناسينا مبعثاً  للاحباط والندم ، كلمة تمنيت لو أنه لم ينطق بها لساني ، صرخة  تمنيت لو أنها انطلقت  لتكسر ذاك  الاستسلام الصامت ،طريق تمنيت لو اني  ما مشيت فيه ، اشخاص تمنيت  لو اني ما عرفتهم وآخرون تمنيت لو أني حافظت عليهم ..  كل تلك الاماني بكينونة ما مضى من اشياء او انتفائها لينتهي  ما صار اليه من تأثير يلاحقنا   حتى اليوم  مسوغات  تبرر لنا ان نبحث  ونتأمل  ونتخيل  عودة روحية خاطفة  لتسوية  المسأئل ومعالجة لمواقف التي ترتب عليها امتدادات وأرهاصات  متحركة نحو المستقبل ككرة ثلج متدحرجة .
لكن هل تلك الرغبة ممكنة التحقيق .. فيزيائياً  لا يوجد  رفض للبحث في  الفكرة  ولم تكتسب من الاستحالة  لتكون مخالفة ابداً لنواميس الطبيعة لكن  حتى هذه اللحظة  لم يكتشف أحد ما  الطريقة  أو اخفى علينا احدهم  الكيفية التي يتم بها الانتقال الى الماضي في رحلة روحية او جسدية رغم ان الناس يرونها  شأناً من شؤون الخيال العلمي لا صلة له بالواقع او معجزة من الممكن ان تجري  على يدي  عباد الله الصالحين وانبيائه لكن بشكل ما ومحدودهل كانت المعجزة  عمل له اساس علمي لم تتوصل له البشرية  أم  انه عامل الهي بحت  خارج النطاق العلمي القابل للفهم بشرياً لنفرض ان رجلاُ صالحاً  في  العصر القديم  خرج الصبح عليه وقد  امسك  شيئاً صغيراً بحجم الكف  وأخذ  يحادث  احد بني قومه الذي ارتحل في رحلة طويلة  نحو بلاد بعيده منذ شهور  ثم ان ذاك الرجل الصالح  عرض على قومه  ذاك الشيئ الذي نعرفه اليوم بأنه (الهاتف الذكي )  وجعلهم يرون  صاحبهم ويكلمونه من خلال ذاك الشيء وهو على تخوم الصين  ومن مكانهم  في مكان ما من الشرق الاوسط ، ألن  تكون أم المعجزات  التي تبهر  القاصي والداني  من قوم ذاك الزمان  والتي لا يمكن أن  تفسر  ولا ان تتخيل أي منظومة يمكن ان تقود لمثل هذا الحدث ،  هل الله سبحانه وتعالى  يجري على يدي انبيائه  معجزات  أن كن فيكون  أم أنه  سبحانه وهو العليم من فوق كل عالم  يسخر قوى الطبيعة  وعناصرها في  علاقات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية مختلفة  عما يفهمه بني  البشر  لتخرج  تلك المعجزة  كيد نبي الله موسى المضيئه  ونحن  نعلم أن الله تعالى  خلق  غير قليل من الاحياء المضيئة  كاليراعات والخنافس التي تعتمد على تركيبية بيولوجية تمكنها من هذه الاضاءة ذاتياً .. فلربما  كانت المعجزة  أمر اُ علمياً خافيا  على الانسان  يشاء الله ان يمنح معرفته للبشر متى اراد .

سواء تحققت ام لا  تبقى  الرحلة نحو الماضي  رغبة جامحه  ومغرية  يعكسها قول جميل بن عمر القضاعي ( الا ليت ريعان الشباب يعود ودهر تولى يا بثين يعود ) .

Tuesday, July 15, 2014

تأمل في ماهية الزمن - مهند محمود

هل الانتقال عبر الزمن ممكن
  
يقولون ان عقارب الساعة لايمكن  لها  ان  تسير الى الخلف  أي ان الزمن يمضي قدما" ولايمكن له ان يعود الى الماضي في سنة كونية وناموس ازلي  مذ ان كانت البشرية  الى ان تنتهي ، غير ان ذات القوم يقولون  ان  التاريخ يعيد  نفسه  بذات احداثه  وظروفه انما على اجيال متعاقبة  في عصور مختلفة يشهد كل واحد منها شيئاًمختلفاً ،  قلت في نفسي  استغفر الله  عن اي شيء تتحدثون وتفصلون  فقد درسنا في مدارسنا انالزمن خط مستقيم  بدأ  في الماضي واستمر الى يومنا الحاضر  ويؤخذنامعه نحو المستقبل  حينما يمسى الحاضر  ماضياً ويصبح المستقبل حاضراً  فلا نحن نشعر  بوجودنا في الماضي ولا نحن ندرك  اننا نعيش المستقبل  انما حاضر مستمر  يمشي فينا على ذات الخط من الزمن  والزمن  هو التاريخ اولاً  وأخيراُ ثم ها انتم اليوم تقولون ان الزمن دائري يعيد نفسه من حيث انتهى ! طيب اذا  كان الزمن يمكن ان يكون دائرةهندسية تتوالى  في العصور في ظلال أحداث  تكرر  نفسها ومتغيرات  وازمات  مستنسخه  وبالتالي نتائج قطعية الثبوت  ازليةالحدوث  بما انها سبق  وحدثت وفق ذات المعطيات مراراً وتكراراً وادت الى ذات النتيجة فلماذ  لا يكون  الزمن  حزمة  من خطوط  مستقيمه  متوازية كل خط فيها  يعبر عن حقبة  زمنية يسير  بموازاة  خط زمني اخر يعبر عن حقبة زمنية اخرى  أي ان العصور  مذ ان كان الماضي فالحاضر  الى ذاك المستقبل الذي لم يكن   تجري في وقت واحد  وآن واحد  وهذا ما يبسط لنا  فكرة  العبور عبر  الزمن  التي راودت احلام الكتاب  والعلماء وداعبت خيالهم  وماستنزفت جهودهم   اذا  انه  من غير المنطقي  الحديث  عن انتقال ممكن  من الحاضر الى الماضي لانه  انتقال بين موجودالى  فاني منتهي  تماما كعدم منطقية  فكرة السفر الى المستقبل لانه سفر من موجود  الى شيء  لم تحصل وجوديته  بعد  لكن اذا ما افترضنا  حقيقة  ان الازمنة تجري  بموازاة  بعضها عندها فقط  يكون الانتقال من موجود الى موجود  بصورة ما وبشكل ما يعلم الله  اني  لواعتكفت  عمراُ  ما استطعت الى ذلك سبيلا .سيقولون  افتراض مرفوض ، هرطقة ، نكته ،  لمنها تماماً كفكرة ذاك الوقت  المستقطع  بين الثانية الاولى  والثانية المتحررة من الادراك والوعي والذي  تقوم ارواحنا به  باحداث ومغامرات  تبقى في ذاكرتها الوجدانية  لتولد الاحاسيس  تجاه الاشياءوالعناصر .

مفهوم الازمنة المتوازية 


هب أن أحد منا كان لديه عشر مجلدات من تاريخ البشرية المكتوب في مكتبته الصغيرة فيمسك بالمجلد الثالث ويبدأ بالقراءة عن العصور الوسطى في أوروبا والشرق الاوسط فيصيبه بعض الضجر وعدم الاهتمام فينتقل الى المجلد التاسع حيث بداية الثورة الصناعية في أوربا ، انتقال لم يستدعي قراءة ما بين العصرين بل القفز من فترة لاخرى دون عبور ما بينهما من فترات ، وعلى هذا الاساس الايمكن أن نفترض ان الحقب الزمنية التي تشكل التاريخ ماهي الى فترات زمنية متوزازية تحدث كل منها في ذات الوقت ، صحيح أن السياق التاريخي متتابع ومتسلسل وأن كل حقبة تقوم على منجزات ما قبلها لكن هذا لا ينفي الفرضية ولا ينسفها حيث أن كل فترة زمنية تتمتع باستقلالها تجري بموازاة ما قبلها وما بعدها وهكذا ، والاننتقال المفترض يتطلب فهم رياضي وفيزيائي اعمق للعلاقة بين الحركة والزمن حيث أن نسبية انشتاين المشهورة تتحدث عن أن" لكل نظام حركي تقويم زمني مختلف" واذا ما كانت ماصح افتراضنا يتوازي الفترات الزمنية فلا بد أن هناك نقاط تداخل بين تلك العوالم تسمح بشكل ما العبور فيما بينها ، لكن يبقى الزمن وكما يقول الراحل مصطفى محمود أكبر لغز في الفلسفة وأكبر لغز في الدين .

Monday, July 14, 2014

خطيئة الاستسلام

هل ندرك ما تعنيه الارادة حقاً ؟

يبقى  الانسان وقتاً طويلاً  من عمره  قاصراً بشكل او بآخر  عن فهم ما يعنيه مصطلح الارادة من  مفاهيم حقيقية  بعيدة عن العاطفية  وبعيداً عن الالتباس في التوظيف اللغوي للكلمة الى ان ينضج لديه بحكم التجربة والخبره  الالمام الحقيقي والتام بأن الارادة قوة نسبية أودعها الله في خلقه  ومنحهم من خلالها مسوغات الحياة ومعانيها الا متناهية والقابلية للتطور والترقي واكتشاف حجم الامكانيات  وقياس مدى القدرات  التي يمكنهم بلوغها بني البشر ، أما اولئك الذين لا يعرفون أو يتجاهلون ما يمكنهم فعله فهم المستسلمون الذي يؤثرون السلامة  على المجازفة  بحركة مختلفة  عن الايقاع المعتاد  وبالراحة المنقوصه  عن تجرع بعض من عذابات  التحدي والاصرار  والتصبر في سبيل تذوق طعم الانجاز .
والارادة  لا تعني ثقة مفرطة  بالنفس تعمي البصر والبصيرة  ولا اعتداد  في غير محله  ودون وجه استحقاق ، بل تعني  القدرة  على التصميم  والاصرار  وتكرار المحاولات  دون العبئ  بعدد مرات  الفشل والاخفاق ودون منح الاعتبار  لكم النقد الهدام وتناوب المحيط  على جلد الفكره  وصاحبها باراء سطحية لا تستند لمنطق فالارادة  وان  كانت تّعرف كظاهرة نفسية  تخضع لاعتبارات  حسية ومعنوية  وتراكيب فيسيولوجية  الا انني أرى الارادة مسألة رياضية احصائية بحتة حتمية النتيجه  حيث أن تحقيق أي نتيجة  مهما بدا انها اكتسبت  من الصعوبة ما جعلها تبدو مستحيلة التطبيق فانها تتناسب طردياً  مع عدد المحاولات  التي تتم في سبيل انجازها وتصبح  النتيجة اكثر قابلية للتحقيق  في كل مرة  يتم فيها تحسين  محاولة عن سابقتها  ومنحها اسباب استمرارها  على الوتيرة المرجوه  ومعالجة اسباب القصور والاخفقاق لان المحاولة تلو الاخرى  تجسد  تراكيمة  المعرفة  التي تقود حتماً للظفر بالنتائج المرجوة .

هل الارادة قادرة على تحدي جميع الظروف ؟

كل نتيجة  نسعى لتحقيقها لابد وأن تكون أمراً منطقياً يعتمد على مجموعة من القواعد  والمعطيات  وليست ضرباً من مستحيل لا اساس علمي او منطقي له  فالسفر الى الفضاء بواسطة  مكوك عملاق  اعتمد  على جملة من  المبادئ  الفيزيائية  والرياضية والبيولوجية  والتكنولوجية قبل أن تنتقل المسألة من خيال علمي بحت  الى واقع  علمي تطبيقي  فلم  تكن أرادة  مجردة  من الوسائل  والخبره والتجربه التراكمية ، والعلم والتعلم  هو سبيل بلوغ تلك الخبره والتجربه  وليست  الاماني  والعواطف  فألاراده اندفاع مشفوع  برؤية واضحة  وخطه محكمة  وتوظيف لما هو  متاح  وما هو ممكن لتذليل  كل الموانع الوهميه والمستحيلات الغير حقيقية  لان الارادة مسألة اقترنت دوماً بالاستطاعه  كما  قال الاغريق من قبل ( من اراد استطاع ).
الاستسلام خطيئة المستسلم  وهي خطيئة غير قابلة للغفران الذاتي  أو تلافي دفع ثمنها الباهض  ردحاً طويلاً من الحسرة  والاسى وجلد الذات .