Tuesday, July 15, 2014

تأمل في ماهية الزمن - مهند محمود

هل الانتقال عبر الزمن ممكن
  
يقولون ان عقارب الساعة لايمكن  لها  ان  تسير الى الخلف  أي ان الزمن يمضي قدما" ولايمكن له ان يعود الى الماضي في سنة كونية وناموس ازلي  مذ ان كانت البشرية  الى ان تنتهي ، غير ان ذات القوم يقولون  ان  التاريخ يعيد  نفسه  بذات احداثه  وظروفه انما على اجيال متعاقبة  في عصور مختلفة يشهد كل واحد منها شيئاًمختلفاً ،  قلت في نفسي  استغفر الله  عن اي شيء تتحدثون وتفصلون  فقد درسنا في مدارسنا انالزمن خط مستقيم  بدأ  في الماضي واستمر الى يومنا الحاضر  ويؤخذنامعه نحو المستقبل  حينما يمسى الحاضر  ماضياً ويصبح المستقبل حاضراً  فلا نحن نشعر  بوجودنا في الماضي ولا نحن ندرك  اننا نعيش المستقبل  انما حاضر مستمر  يمشي فينا على ذات الخط من الزمن  والزمن  هو التاريخ اولاً  وأخيراُ ثم ها انتم اليوم تقولون ان الزمن دائري يعيد نفسه من حيث انتهى ! طيب اذا  كان الزمن يمكن ان يكون دائرةهندسية تتوالى  في العصور في ظلال أحداث  تكرر  نفسها ومتغيرات  وازمات  مستنسخه  وبالتالي نتائج قطعية الثبوت  ازليةالحدوث  بما انها سبق  وحدثت وفق ذات المعطيات مراراً وتكراراً وادت الى ذات النتيجة فلماذ  لا يكون  الزمن  حزمة  من خطوط  مستقيمه  متوازية كل خط فيها  يعبر عن حقبة  زمنية يسير  بموازاة  خط زمني اخر يعبر عن حقبة زمنية اخرى  أي ان العصور  مذ ان كان الماضي فالحاضر  الى ذاك المستقبل الذي لم يكن   تجري في وقت واحد  وآن واحد  وهذا ما يبسط لنا  فكرة  العبور عبر  الزمن  التي راودت احلام الكتاب  والعلماء وداعبت خيالهم  وماستنزفت جهودهم   اذا  انه  من غير المنطقي  الحديث  عن انتقال ممكن  من الحاضر الى الماضي لانه  انتقال بين موجودالى  فاني منتهي  تماما كعدم منطقية  فكرة السفر الى المستقبل لانه سفر من موجود  الى شيء  لم تحصل وجوديته  بعد  لكن اذا ما افترضنا  حقيقة  ان الازمنة تجري  بموازاة  بعضها عندها فقط  يكون الانتقال من موجود الى موجود  بصورة ما وبشكل ما يعلم الله  اني  لواعتكفت  عمراُ  ما استطعت الى ذلك سبيلا .سيقولون  افتراض مرفوض ، هرطقة ، نكته ،  لمنها تماماً كفكرة ذاك الوقت  المستقطع  بين الثانية الاولى  والثانية المتحررة من الادراك والوعي والذي  تقوم ارواحنا به  باحداث ومغامرات  تبقى في ذاكرتها الوجدانية  لتولد الاحاسيس  تجاه الاشياءوالعناصر .

مفهوم الازمنة المتوازية 


هب أن أحد منا كان لديه عشر مجلدات من تاريخ البشرية المكتوب في مكتبته الصغيرة فيمسك بالمجلد الثالث ويبدأ بالقراءة عن العصور الوسطى في أوروبا والشرق الاوسط فيصيبه بعض الضجر وعدم الاهتمام فينتقل الى المجلد التاسع حيث بداية الثورة الصناعية في أوربا ، انتقال لم يستدعي قراءة ما بين العصرين بل القفز من فترة لاخرى دون عبور ما بينهما من فترات ، وعلى هذا الاساس الايمكن أن نفترض ان الحقب الزمنية التي تشكل التاريخ ماهي الى فترات زمنية متوزازية تحدث كل منها في ذات الوقت ، صحيح أن السياق التاريخي متتابع ومتسلسل وأن كل حقبة تقوم على منجزات ما قبلها لكن هذا لا ينفي الفرضية ولا ينسفها حيث أن كل فترة زمنية تتمتع باستقلالها تجري بموازاة ما قبلها وما بعدها وهكذا ، والاننتقال المفترض يتطلب فهم رياضي وفيزيائي اعمق للعلاقة بين الحركة والزمن حيث أن نسبية انشتاين المشهورة تتحدث عن أن" لكل نظام حركي تقويم زمني مختلف" واذا ما كانت ماصح افتراضنا يتوازي الفترات الزمنية فلا بد أن هناك نقاط تداخل بين تلك العوالم تسمح بشكل ما العبور فيما بينها ، لكن يبقى الزمن وكما يقول الراحل مصطفى محمود أكبر لغز في الفلسفة وأكبر لغز في الدين .

No comments:

Post a Comment