Monday, July 14, 2014

خطيئة الاستسلام

هل ندرك ما تعنيه الارادة حقاً ؟

يبقى  الانسان وقتاً طويلاً  من عمره  قاصراً بشكل او بآخر  عن فهم ما يعنيه مصطلح الارادة من  مفاهيم حقيقية  بعيدة عن العاطفية  وبعيداً عن الالتباس في التوظيف اللغوي للكلمة الى ان ينضج لديه بحكم التجربة والخبره  الالمام الحقيقي والتام بأن الارادة قوة نسبية أودعها الله في خلقه  ومنحهم من خلالها مسوغات الحياة ومعانيها الا متناهية والقابلية للتطور والترقي واكتشاف حجم الامكانيات  وقياس مدى القدرات  التي يمكنهم بلوغها بني البشر ، أما اولئك الذين لا يعرفون أو يتجاهلون ما يمكنهم فعله فهم المستسلمون الذي يؤثرون السلامة  على المجازفة  بحركة مختلفة  عن الايقاع المعتاد  وبالراحة المنقوصه  عن تجرع بعض من عذابات  التحدي والاصرار  والتصبر في سبيل تذوق طعم الانجاز .
والارادة  لا تعني ثقة مفرطة  بالنفس تعمي البصر والبصيرة  ولا اعتداد  في غير محله  ودون وجه استحقاق ، بل تعني  القدرة  على التصميم  والاصرار  وتكرار المحاولات  دون العبئ  بعدد مرات  الفشل والاخفاق ودون منح الاعتبار  لكم النقد الهدام وتناوب المحيط  على جلد الفكره  وصاحبها باراء سطحية لا تستند لمنطق فالارادة  وان  كانت تّعرف كظاهرة نفسية  تخضع لاعتبارات  حسية ومعنوية  وتراكيب فيسيولوجية  الا انني أرى الارادة مسألة رياضية احصائية بحتة حتمية النتيجه  حيث أن تحقيق أي نتيجة  مهما بدا انها اكتسبت  من الصعوبة ما جعلها تبدو مستحيلة التطبيق فانها تتناسب طردياً  مع عدد المحاولات  التي تتم في سبيل انجازها وتصبح  النتيجة اكثر قابلية للتحقيق  في كل مرة  يتم فيها تحسين  محاولة عن سابقتها  ومنحها اسباب استمرارها  على الوتيرة المرجوه  ومعالجة اسباب القصور والاخفقاق لان المحاولة تلو الاخرى  تجسد  تراكيمة  المعرفة  التي تقود حتماً للظفر بالنتائج المرجوة .

هل الارادة قادرة على تحدي جميع الظروف ؟

كل نتيجة  نسعى لتحقيقها لابد وأن تكون أمراً منطقياً يعتمد على مجموعة من القواعد  والمعطيات  وليست ضرباً من مستحيل لا اساس علمي او منطقي له  فالسفر الى الفضاء بواسطة  مكوك عملاق  اعتمد  على جملة من  المبادئ  الفيزيائية  والرياضية والبيولوجية  والتكنولوجية قبل أن تنتقل المسألة من خيال علمي بحت  الى واقع  علمي تطبيقي  فلم  تكن أرادة  مجردة  من الوسائل  والخبره والتجربه التراكمية ، والعلم والتعلم  هو سبيل بلوغ تلك الخبره والتجربه  وليست  الاماني  والعواطف  فألاراده اندفاع مشفوع  برؤية واضحة  وخطه محكمة  وتوظيف لما هو  متاح  وما هو ممكن لتذليل  كل الموانع الوهميه والمستحيلات الغير حقيقية  لان الارادة مسألة اقترنت دوماً بالاستطاعه  كما  قال الاغريق من قبل ( من اراد استطاع ).
الاستسلام خطيئة المستسلم  وهي خطيئة غير قابلة للغفران الذاتي  أو تلافي دفع ثمنها الباهض  ردحاً طويلاً من الحسرة  والاسى وجلد الذات .

2 comments: